معكم ريم محمد سأروي لكم ما كنت عليه وما أصبحت، وهو طريقي إلى ما سوف أكون بإذن الله.
في البدء.. سنتحدث قليلاً عن حادثة الجورنيكا التي تناولها الفنان العميق بابلو بيكاسو في لوحة تحمل ذات الاسم وهي قرية في إسبانيا تعرضت لقصف عشوائي مبيد نتيجة انعدام الرؤية من الدخان الناتج من القرية.
فكانت القذائف تقذف على القرية دون هدف محدد، عند الانتهاء شوهدت الجثث تتوسط القرية من جميع فئات الكائنات الحية (نساء – أطفال حتى حيوانات) فكانت مجزرة ترتعد لها الأرواح الإنسانية.
هكذا يكون الإنسان مع ذاته في حال انعدام معرفته بنفسه وتشكيل هالة ضبابية تحجب عنه رؤيته لذاته.
الفن يمسح غبار الحياة اليومية” عبارة قالها بابلو بشكل عام عن الفن ولم يعلم أن لوحته التي جسد فيها وحشية الحرب بألوانها الأحادية تعتبر نوراً للأرواح الحبيسة داخل ضباب الترسبات السلبية.
الخوف – القلق – الكذب – المجاملة – الضياع – إهدار الوقت وغيرها جميعها تعتبر ذرات شكلت ضباباً يحجب عنك كينونتك.
تحاول أن تنفخ لتزيل ذاك الضباب وأنت قابع تحت قصف آراء المجتمع، تقييم الآخرين ونظرتك السلبية لذاتك.
تجهل من أنت؟ وما هي كينونتك؟
الحب – السعادة – السلام هذه الكينونة الداخلية ولوح إرشادك إلى التجربة الإنسانية.
هنا تبدأ… هندسة الذات.
ما هو الشيء الذي يوضح الرؤية الداخلية لي؟
كيف أقوم ببناء الكينونة الخاصة بي كما تبنى ناطحات السحاب؟
لماذا لا أصل بذاتي إلى ما أصبو إليه؟
التعرف على الذات من جديد أمر لا بد منه كل يوم، فأنت أرض مليئة بالكنوز، أنت من تخلق أوضاعاً لك، متى ما استطعت أن تنقي الرؤيا.
راقب أفعالك اليومية، كلماتك لذاتك وللآخرين، اسأل نفسك دائماً هل هذا ما أحبه؟ ما أرغب به؟
هذا الفعل يمثل قناعاتي ومعتقداتي؟
أتعلم عند عمر السابعة أكثر من ٩٠٪ من القيم داخلك تخزن في عقلك وعند بلوغك ٢١ عاماً اكتمال القيم واستقرارها، وهي تتشكل نتيجة المحيط الذي حولك العائلة، المدرسة، الأصدقاء حتى الإعلام، فحين مراقبتك وتدوينك لأفعالك، كلماتك ومشاعرك هنا أنت تتعرف على قيمك، ومن خلالها تستطيع أن تنظم أفكارك وأهدافك نتيجة وعيك من ماذا تتكون.
لتجد نفسك تلقائياً تتنظم حياتك بجميع أوجهها الروحية، المادية، الجسدية والفكرية أيضاً في اتجاه واحد نحو هدفك وما يمثلك وأي سحابة سوف تعانق الآن، فلكل فترة قمة ولكل هندسة ذاتية سحابة ترتقي بك أعلى فأعلى.
قيمتك لذاتك هو معالجة ذاتية طبيعية لجميع السلبيات والخيبات التي علقت بروحك أثناء الحياة.
استخدام وتوظيف ما تعلمه هو الوقود لهندسة ذاتك.
خلق عالم خاص بك مسالماً.
أنت فقط من توزن أوتار التشيللو الخاص بك..
ليغشى العالم بألحان روحك..
فيحلق لها الورد.. ويزهر لها الطير.
كن أنت.
بقلم / ريم محمد